{ قصة الفتى صاحب ا لبقرة وبره لأمه }
خلاصتها بما فيها من العجائب، أنه كان في بني إسرائيل رجل غني، وله ابن عم فقير لاوارث له سواه، فلما طال عليه موته، قتله ليرثه، وحمله إلى قرية أخرى فألقاه بنفائها ثم أصبح يطلب ثأره،وجاء بناس إلى موسى عليه السلام فسألوا موسى أن يدعوا الله ليبين بدعائه أمر القتيل،
فأمرهم بذبح بقرة قائلاً لهم: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً ) أي أتستهزئ بنا، ونحن نسألك عن أمر القتيل فتأمرنا بذبح البقرة،فقال موسى: ( أعوذ با لله أن أكون من الجهلين ) أي من المستهزئين بالمؤمنين، فلما علم الناس أن ذبح البقرة عزم من الله تعالى. استوصفوه، وكان تحته حكمة عظيمة، وذلك لأنه كان في بني إسرائيل رجل صالح له ابن طفل، وله عجلة أتى بها إلى غيضة،وقال:اللهم إني استودعك هذه العجلة لابني حتى يكبر، ومات الرجل فصارت العجلة في الغيضة أ عواما، وكانت تهرب من كل من رآها،فلما كبر الابن، كان باراً بوالديه،وكان يقسم الليل ثلاثة أقسام يصلي ثلثاً وينام ثلثاً ويجلس عند رأس أمه ثلثاً،فإذا أصبح احتطب على ظهره فيأتي السوق فيبيعه بما شاء الله ثم يتصدق بثلثه،ويأكل بثلثه،ويعطي والدته ثلثه،
فقالت له أمه يوماً:إن أبأك ورثك عجلة استودعها الله في غيضة كذا فانطلق فادع إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق أن يردها عليك، وعلامتها أنك إذا نظرت إليها تخيل لك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها، وكانت تسمى المذهبة لحسنها وصفوتهاــ فأتى الغيضة فرآها ترعى فصاح بها. وقال: أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل ويعقوب فأقبلت تسعى ،حتى قامت بين يديه فقبض على عنقها يقودها فتكلمت البقرة بإذن الله ـــ تعالى.
وقالت: أيها الفتى البار بوالديه،اركبني فإن ذلك أهون عليك.
فقال الفتى: إن أمي لم تأمرني بذلك ولكن قالت: خذ بعنقها. فقالت البقرة:بإله بني إسرائيل لوركبتني ماكنت تقدر علي أبداً، فانطلق فإنك لوأمرت الجبل أن ينقلع من أصله وينطلق معك لفعل،لبرك بأمك فسارالفتى بها إلى أمه.
فقالت له أمه:إنك فقير لامال لك، ويشق عليك الاحتطاب بالنهاروالقيام بالليل،فانطق فبع هذه البقرة قال:بكم أبيعها.
قالت: بثلاثة دنانير،ولا تبع بغير مشورتي.
وكان ثمن البقرة ثلاثة دنانير، فانطلق بها إلى السوق،فبعث الله ملكاً، ليرى خلقه وقدرته وليختبر الفتى وكيف بره بأمه،وكان الله به خبيراً. فقال الملك:بكم تبيع هذه البقرة.
فقال:بثلاثة دنانير وأشترط عليك رضاء والدتي.
فقال الملك:لك ستة دنانير ولا تستأمروالدتك.
فقال الفتى:لوأعطيتني وزنها ذهباً لم آخذه، إلا برضا أمي،فردها إلى أمه وأخبرها بالثمن.
فقالت له: ارجع فبعها بستة دنانير، على رضا مني، فانطلق بها إلى السوق وأتى الملك.
فقال: استأمرت أمك فقال الفتى: إنها أمرتني أن لا أنقصها عن ستة دنانيرعلى أن أستأمرها.
فقال الملك: فأني أعطيك اثني عشر دنياراً،فأبى الفتى،ورجع إلى أمه وأخبرها بذلك
فقالت:إن الذي يأتيك ملك في صورة آدمي،ليختبرك فإذا أتاك فقل له: أتأمرنا أن نبيع هذه البقرة أم لا؟
ففعل فقال الملك:اذهب إلى أمك، وقل لها أمسكي هذه البقرة فإن موسى بن عمران سيشتريها منكم، لقتيل يقتل من بني إسرائيل ،فلا تبيعوها إلا بملء مسكها دنانير فأمسكوها.
وقضى الله على بني اسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها،فما زالو يستوصفون حتى وصف لهم تلك البقرة ماكافأة له على بره بوالديه،
فضلاً ورحمة فاشتروها بملء مسكها ذهباً فذبحوها،وضربوا القتيل ببعض منها كما أمرالله ـــ تعالى.؟
فقام القتيل حيًا بإذن الله تعالى وأوداجه تشخب دمًا وقال: قتلني فلان.
ثم سقط ، ومات مكانه فحرم قاتله الميراث.......
تعليق